قصة كفاح عيوشة حسن الأم المثالية من ذوي الإعاقة الأولى على مستوى الجمهورية عن عام 2023 م
عقدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، منذ قليل، مؤتمرًا صحفيًا بمقر وزارة التضامن الاجتماعى لإعلان أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام 2023 على مستوى محافظات الجمهورية.
ومن الفائزات عيوشة حسن سليمان العسيلي ، التي حصدت لقب الأم المثالية من ذوي الإعاقة الأولى على مستوى الجمهورية عن عام 2023 م
وهي مطلقة منذ 24عام، وتبلغ من العمر 78سنة، كفيفة وعلى المعاش، ابنتها الأولى حاصلة على بكالوريوس تعليم صناعي، والابنة الثانية بكالوريوس حاسب آلي و دبلوم تربوي عام.
تبدأ قصة كفاح الأم منذ كان عمرها 12 عام حيث توفى والداها ، تاركاُ الأم وأربعة أبناء ، اضطرت إلى ترك دراستها وكانت بالمرحلة الابتدائية ، وعملت عاملة بإحدى المصانع لتساعد والدتها في تربية أخواتها حتى استطاعوا جميعاً استكمال دراستهم واعتمدوا على أنفسهم .
وهى في سن ال 30 سنه تزوجت الأم وأنجبت ابنتان .
عانت الأم للمرة الثانية من زوج عديم المسئولية ، فعملت على شراء تاكسي له بالتقسيط ليعتمد على نفسه حتى يستطيع الإنفاق عليه وتوفير متطلباتهم .
فشلت في محاولات إصلاح زوجها فهجرها ،وكانت لا تعرف عنه شيئاً لمدة 10 سنوات .
لم يكن لدى الأم مصاريف للمحامين حتى ترفع قضية وتحصل على الطلاق ، فأسلمت أمرها لله وعكفت على تربية بناتها إلى أن قام الزوج بتطليقها عام 1999 عندما تزوج بأخرى .
كان عمر الابنتان عند الطلاق 13 ، 10 سنوات ، ولمواجهة أعباء الحياة اضطرت الأمإلى جانب عملها بالمصنع إلى العمل في مشغل تابع للأسر المنتجة لعمل "مفارش كورشية - مشغولات يدوية " إلى أن ضعف بصرها نتيجة الإجهاد .
اضطرت الأم إلى عمل معاش مبكر من المصنع وكانت تتقاضى وقتها 280 ج ومكافأة نهاية الخدمة 20000 ألف ج ،أنفقت منها على تربية وتعليم البنات .
فقدت الأم بصرها نهائياً نتيجة لإهمال حالتها الصحية ومن أجل توفير كل المال لبناتها.
رغم كل ما عانته الأم من أمراض وفقد البصر إلا أنها ساندت بناتها حتى حصلن على مؤهلات جامعية ،فالابنة الأولى حصلت على بكالوريوس تربية وتعمل بإحدى المدارس التعليم الفني الصناعي .
الابنة الثانية بكالوريوس إدارة أعمال و دبلومه في التربية ولكن الابنة فضلت ترك العمل لرعاية الأم في مرضها .
على الرغم من ما حدث من الأب تجاه الأم وإهماله لهن إلا أن الأم كانت دائماً تحث بناتها على صلة والدهم والاطمئنان عليه ، ومازالت عطائها مستمر .